خَلَق الْلَّه الْحَيَوَانَات بَعْضَهَا قَوِي و الْبَعْض الْآَخَر ضَعِيْف و مَع ضَعْف هَذِه الْحَيَوَانَات أَلَا أَنَّه وَهَبَهَا قُوَى دِفَاعَيْه لَا يُمْكِن أَن تِتْوَقَّعْهَا الْحَيَوَانَات الْمُفْتَرِسَة و هَذِه الْوَسَائِل تَحْمِيْهَا مِن الْخَطَر الْأَكِيد و تُسَاعِدُهُا فِي بَعْض الاحْيَان لِتَصَيُّد فَرَائِسِهَا و مِن خِلَال هَذَا الْتَّقْرِيْر الْمُصَوِّر سَنَقُوْم بِإكْتِشَاف أَنْوَاع الدِفَاعَات عِنْد هَذِه الْحَيَوَانَات و الْحَشَرَات أَرْجُو أَن يَكُوْن الْمَوْضُوْع مُسَلِّيا و مُفِيْدَا لِلْجَمِيْع.
الْدِّفَاع عَن الْنَّفْس بِإِسْتِخْدَام الْأَشْوَاك:
يَتَسَلَّح الْكَثِيْر مِن الْحَيَوَانَات بِدِرْع مِن الْأَشْوَاك الَّتِي تُغَطِّي كَامِل جَسَدُهَا و تَحْمِيْهَا بِطَرِيْقَة فَعَّالَة ضِد مُفْتُرْسِيُّهَا مِثْل قُنْفُذ الْبَحْر
فِي بَعْض الْحَيَوَانَات تَكُوْن هَذِه الْأَشْوَاك مُقْتَصِرَه عَلَى بَعْض أَجْزَاء جِسْم الْحَيَوَان مِثْل الْقُنْفُذ الْبَرِّي و الَّذِي يَحْمِل أَشْوَاك عَلَى ظَهْرِه و يَتَكَوَّر حَوْل نَفْسِه لِيَّحْمِي أَجْزَاءَه السُفُلَيْه ضِد الْمُهَاجِمِين و هِي طَرِيْقَة فَعَّالَة جَدَّا.
الْدِّفَاع عَن الْنَّفْس بِالْخَدِيْعَة :
مَنَح الْلَّه بَعْض الْحَشَرَات عَلَامَات مُمَيِّزَة عَلَى اجْنِحَتَهَا أَو اجْسَامِهَا تُشْبِه الْعُيُوْن تُسْتَخْدَم فِي الْخِدَاع و بَث الْفَزَع و الْرُّعْب فِي الْحَيَوَانَات الْمُفْتَرِسَة.
الْدِّفَاع عَن الْنَّفْس بِالتَّخَفِّي الْطَّبِيْعِي :
تُحَاوِل الْأَغْلَبِيَّة الْعُظْمَى مِن الْحَشَرَات إِسْتِخْدَام طَرِيْقَة الْتَّخَفِّي و مُحَاكَاة الْوَسْط الَّذِي تَعِيْش فِيْه و ذَلِك مِن خِلَال تَغْيِيْر أَلْوَانُهَا لِتَخْتَفِي عَن أَنْظَار أَعْدَائَهَا و لِتَصَيُّد فَرَائِسِهَا .
الْدِّفَاع عَن طَرِيْق الَإِنْتِفَاخ:
تَعْتَمِد بَعْض الْحَيَوَانَات إِخَافَة و إِرْعَاب الْحَيَوَانَات الْمُفْتَرِسَة عَن طَرِيْق نُفِخ نَفْسَهَا كَالْبَالُون و الْتَّحَوُّل الَى ضَعُف حَجْمُهَا الْعَادِي و مِن أَمْثِلَة هَذَا الْنَّوْع سَمَكَة الْبَاقِر buffer fish
الْدِّفَاع عَن طَرِيْق إِصْدَار الْأَصْوَات التَحْذيرِيّة:
تُحَدِّث بَعْض الْحَيَوَانَات صَفِيْرا عِنْد طَرْد هَوَاء الْزَّفِيْر مِن رِئَتَيْهَا كَوَسِيلَة تَرْهَب بِهَا أَعْدَائَهَا و يَكُوْن الصَّفِير طَبِيْعِيا فِي حَالَة الْثَّعَابِين الْسَّامَّة أَمَّا فِي حَالَة الْثَّعَابِين الْغَيْر سَامَة فَيَكُوْن الصَّفِير خُدْعَة و لَكِنَّه أَحْيَانا يَكُوْن فَعّالا و مِن بَيْن الْطُّيُوْر يَقُوْم الْبُوَم بِالْتَّصْفِيْر و الْضَّرْب بِمِنْقَارِه اذَا مَا تَم الْهُجُوم عَلَيْه فِي أَعْشَاشَه .
الْدِّفَاع عَن طَرِيْق الْجِلْد الْسَّمِيْك :
يُعْتَبَر الْجِلْد عِنْد بَعْض الْحَيَوَانَات وَسَائِل دِفَاع أولَبة تَقِيُّهَا شُرُوْر الإِفْتْرّاس و تَكُوْن جُلُوْد هَذِه الْحَيَوَانَات مِن الْقُوَّة بِحَيْث لَا تَسْتَطِيْع الْأَنْيَاب أَو المَخَالِب الْحَادَّة للأَسَد أَو النَمُر أَن تَقُوْم بِجَرْحِهَا و خَيْر مِثَال عَلَى ذَلِك جِلْد فَرَس الْنَّهْر الْبَالِغ حَيْث تَتَحَاشَاه الْحَيَوَانَات الْمُفْتَرِسَة.